دخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مجدى عيد - 3577 | ||||
بنت البابا كيرلس - 199 | ||||
kamel - 36 | ||||
بيتر مجدى - 36 | ||||
اشرف - 34 | ||||
ashref nour - 27 | ||||
القس عزيز - 22 | ||||
عادل - 20 | ||||
امال - 17 | ||||
منير رشدى - 13 |
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
المواضيع الأكثر نشاطاً
ترانيم مجدى عيد
ايات كتابيه
"اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي)
الكتاب المقدس - العهد القديم - التوراة + الأسفار التاريخية
الكتاب المقدس - العهد القديم - الأسفار الشعرية + الأنبياء
سفر المزامير
الكتاب المقدس - العهد الجديد
تأملات بالموسيقى
يسوع قبل الثلاثين
صفحة 1 من اصل 1
يسوع قبل الثلاثين
يسوع قبل الثلاثين
كان الرب يسوع يعمل نجارا حتى بلغ سن الثلاثين. وأغلب الظن أن يوسف لقنّ يسوع مهنة النجارة التي ارتزق بها في غضون حياته المتسترة. فقد كان على كل فرد من أفراد الأمّة اليهودية أن يتقن مهنة يدوية، حتى ولو كان من المنصرفين إلى علم الشريعة: فرابيّ هلّيل كان شقّاق حطب، ورابي شمعي نجارا. فيسوع قد سعى إلى قوته بعرق جبينه، عملاً بالسُنّة التي فرضت على آدم.
وجاء في أحد التعاليم الربينية: " من لم يلقنّ ابنه مهنة، جعله لصاً!". وسوف يقول بولس، فيما بعد: " من لا يعمل لا يأكل ". وأما مهنة النجارة فقد كانت تشتمل في الواقع، جميع صناعات الخشب: من سحج عمدان السقوف، إلى صناعة الأنيار (جمع نير) والمهاميز، وإلى تجهيز الأسرة إلأصونة والمقاعد والمعاجين... وقد لاحظ بابيني (كاتب إيطالي معاصر، وضع " سيرة المسيح " بعد اهتدائه إلى الإيمان)، مصيباً، أن الفلاحّ والحدّاد والبناء والنجّار همٍ، بحرَفهم اليدوية، أكثر العمال اندماجاً في حياة البشر، وأعمقهم نزاهة وتديناً"
انقضت أعوام، ولا شك، كثيرة.. فيسوع لم يخرج من عزلته إلا بعد الثلاثين من عمره. وأما تلك الأعوام فلا نعرف عنها شيئاً سوى أن المسيح كان، في أثنائها، " يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس " (لوقا 2 ك 52). وإن الأحداث التي نعرفها من غير ذلك لها أي اتصال بالبيئة التي نشأ فيها الطفل الإلهي
كان يسوع قد ناهز العشرين من عمره عندما توفي أوغسطس قيصر (14م) وهو في السادسة والسبعين من عمره؛ وخلفه على العرش طيباريوس بن ليفا دعيه وحظية. فكيف يكون أوغسطس قد نصب بعد وفاته إلهاً فما كان ذلك في نظر كل يهودي ورع سوى برهان جديد على وثنية الشعب الروماني. وأن يكون الإمبراطور الجديد قد أطلق يد صفيه "سيجان" في رقاب بطانته فما كان ذلك سوى دليل على بربريتهم. ولم يكن الشعب اليهودي ليهتمّ إلاّ للأحداث التي كان لها بديارهم المقدّسة علاقة مباشرة. ففي السنة 6م وهي السنة التي جرت فيها حادثة يسوع في الهيكل، خلع "أغسطس أرخيلاوس بن هيرودس، عاهل اليهودية، عن عرشه، ونفاه، بسبب ما تفاقم من أخطائه ؛ وتولى من بعده على اليهودية ولاة رومانيون... وكان يسوع قد بلغ -ولاشك - الحادية والثلاثين من عمره، وعلى همة الشروع في رسالته العلنية، عندما وصل إلى اليهودية، في السنة 26م، وَال روماني اسمه بنتيس بيلاطس، ذاك الذي كان على المسيح أن يتواجه وإياه يوماً في ساعة عصيبة.
أمّا بلاد الجليل فكانت إقطاعية هيرودس أنتيباس، أحد أبناء هيرودس الكبير- فكانت تنظر بعين التحفظ والحذر إلى ذاك المُليكْ الذي هبّ يتخلّق بأخلاق الرومان، ويهدر الأموال الطائلة، على ضفاف البحيرة، في بناء عاصمة باذخة مترفة، دعاها طبرية، توددا إلى طيباريوس، سيّد العرش المقتدر. وعندما شاع في الناس، سنة 28م، أنه طلق امرأته الشرعية، وتزوج بامرأة أخيه هيروديّا، سرت في الشعب المؤمن موجة من السخط، وراحوا يرددون، همساً، اللعنات التي أنزلها الله بالزناة، قي جبل سيناء
لقد عاش يسوع عيشة الفقراء. ولاشك أنه سكن بيتا متواضعاً جدّاً شبيهاً بذاك الذي حضر فيه الملاك إلى مريم، والذي أوى إليه يوسف مع أسرته. وأما طعامه فكان من طعام الشعب الجليلي، قوامه خبز الحنطة أو الشعير، واللبن الرائب، والخضار، والفواكه، واللحم في بعض الأحوال النادرة، وكثيراً من الأحيان " ذاك السمك المقلي الذي يخصب جسم الإنسان "، على حدّ ما جاء في كلام الرابيين. ويتبّين من مطالعة الأمثال الإنجيلية، أن يسوع لم يخالط قط الأغنياء وعظماء الأرض. فهو يتكلّم عن البذخ والترف بما نجده عند الفقراء من نزعة إلى التبسيط. وعندما يأتي، في معرض أمثاله، على ذكر الدرهم المفقود، فًلا شك أنه يتذكّر والدته، والسراج في يدها، تبحث في بيتها الفقير، عن قطعة النقود المفقودة، وتطفح بشراً إذا عثرت عليها. حياة فطرية رائعة يجب ألاّ تغيب عن الأذهان صورتها، عندما يتجلى لنا المسيح، في سناء مجده، والجماهير زاحفة في إثره..
فمن تلك البيئة الاجتماعية، بيئة الفقراء.والصيّادين، والكرّامين، والفلاحين، وذوي المهن اليدوية، استمدّ يسوع تلك الدربة التي يصادفها كلّ منا في مشاركاته مع الناس. وكان الجليليون من الأقوام الطيّبين، أقلّ تشبّثاً بالشكليّات من يهود اليهودية، قلوباً صافية، وإن على شيء من الخشونة. وسوف يستعين يسوع بلغتهم وعاداتهم وبكثير من تعابيرهم التصويرية. ولسوف تبقى، سحابة حياته كلها، واحداً من أبناء الشعب له من سجايا النبل الفطري، ما يجعله توّاً في مستوى جميع الناس
إن جميع بقعة الجليل تكسوها من الخصب والرُواء ما يتعارض ومشهد الجفاء في أرض اليهودية. فالآكام فيها لينة، والأرض مريعة، تحجب الجثاء الصخري. والمطر فيها (6 سنتمتراً) أغزر منه في أورشليم، وفي وادي الأردن خصوصاً. لقد كانت أرض الجليل، إذن، في حياة المسيح، مهبط البشرْ والفرح. فيها درجت طفولته، وانضوت حياته المتسترة الدائبة، واَنطلقت، فيما بعد، تباشير نجاحه الرسولي. وإنه لمن الأهمية بمكان أن يكون كتاب الطبيعة قد رافق أعوام نشأته بتلك الهمسات الودية التي سوف يبقى ذكرها عالقاً في كل صفحة من صفحات الإنجيل.
من تلك الأرض انطلق المسيح، ذات يوم من شتاء سنة 27م، وشخص إلى مخاضة " بيت عَبرا "، حيث كان ينتظره مع المعمدان، اعتلان مصيره.
كان الرب يسوع يعمل نجارا حتى بلغ سن الثلاثين. وأغلب الظن أن يوسف لقنّ يسوع مهنة النجارة التي ارتزق بها في غضون حياته المتسترة. فقد كان على كل فرد من أفراد الأمّة اليهودية أن يتقن مهنة يدوية، حتى ولو كان من المنصرفين إلى علم الشريعة: فرابيّ هلّيل كان شقّاق حطب، ورابي شمعي نجارا. فيسوع قد سعى إلى قوته بعرق جبينه، عملاً بالسُنّة التي فرضت على آدم.
وجاء في أحد التعاليم الربينية: " من لم يلقنّ ابنه مهنة، جعله لصاً!". وسوف يقول بولس، فيما بعد: " من لا يعمل لا يأكل ". وأما مهنة النجارة فقد كانت تشتمل في الواقع، جميع صناعات الخشب: من سحج عمدان السقوف، إلى صناعة الأنيار (جمع نير) والمهاميز، وإلى تجهيز الأسرة إلأصونة والمقاعد والمعاجين... وقد لاحظ بابيني (كاتب إيطالي معاصر، وضع " سيرة المسيح " بعد اهتدائه إلى الإيمان)، مصيباً، أن الفلاحّ والحدّاد والبناء والنجّار همٍ، بحرَفهم اليدوية، أكثر العمال اندماجاً في حياة البشر، وأعمقهم نزاهة وتديناً"
انقضت أعوام، ولا شك، كثيرة.. فيسوع لم يخرج من عزلته إلا بعد الثلاثين من عمره. وأما تلك الأعوام فلا نعرف عنها شيئاً سوى أن المسيح كان، في أثنائها، " يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس " (لوقا 2 ك 52). وإن الأحداث التي نعرفها من غير ذلك لها أي اتصال بالبيئة التي نشأ فيها الطفل الإلهي
كان يسوع قد ناهز العشرين من عمره عندما توفي أوغسطس قيصر (14م) وهو في السادسة والسبعين من عمره؛ وخلفه على العرش طيباريوس بن ليفا دعيه وحظية. فكيف يكون أوغسطس قد نصب بعد وفاته إلهاً فما كان ذلك في نظر كل يهودي ورع سوى برهان جديد على وثنية الشعب الروماني. وأن يكون الإمبراطور الجديد قد أطلق يد صفيه "سيجان" في رقاب بطانته فما كان ذلك سوى دليل على بربريتهم. ولم يكن الشعب اليهودي ليهتمّ إلاّ للأحداث التي كان لها بديارهم المقدّسة علاقة مباشرة. ففي السنة 6م وهي السنة التي جرت فيها حادثة يسوع في الهيكل، خلع "أغسطس أرخيلاوس بن هيرودس، عاهل اليهودية، عن عرشه، ونفاه، بسبب ما تفاقم من أخطائه ؛ وتولى من بعده على اليهودية ولاة رومانيون... وكان يسوع قد بلغ -ولاشك - الحادية والثلاثين من عمره، وعلى همة الشروع في رسالته العلنية، عندما وصل إلى اليهودية، في السنة 26م، وَال روماني اسمه بنتيس بيلاطس، ذاك الذي كان على المسيح أن يتواجه وإياه يوماً في ساعة عصيبة.
أمّا بلاد الجليل فكانت إقطاعية هيرودس أنتيباس، أحد أبناء هيرودس الكبير- فكانت تنظر بعين التحفظ والحذر إلى ذاك المُليكْ الذي هبّ يتخلّق بأخلاق الرومان، ويهدر الأموال الطائلة، على ضفاف البحيرة، في بناء عاصمة باذخة مترفة، دعاها طبرية، توددا إلى طيباريوس، سيّد العرش المقتدر. وعندما شاع في الناس، سنة 28م، أنه طلق امرأته الشرعية، وتزوج بامرأة أخيه هيروديّا، سرت في الشعب المؤمن موجة من السخط، وراحوا يرددون، همساً، اللعنات التي أنزلها الله بالزناة، قي جبل سيناء
لقد عاش يسوع عيشة الفقراء. ولاشك أنه سكن بيتا متواضعاً جدّاً شبيهاً بذاك الذي حضر فيه الملاك إلى مريم، والذي أوى إليه يوسف مع أسرته. وأما طعامه فكان من طعام الشعب الجليلي، قوامه خبز الحنطة أو الشعير، واللبن الرائب، والخضار، والفواكه، واللحم في بعض الأحوال النادرة، وكثيراً من الأحيان " ذاك السمك المقلي الذي يخصب جسم الإنسان "، على حدّ ما جاء في كلام الرابيين. ويتبّين من مطالعة الأمثال الإنجيلية، أن يسوع لم يخالط قط الأغنياء وعظماء الأرض. فهو يتكلّم عن البذخ والترف بما نجده عند الفقراء من نزعة إلى التبسيط. وعندما يأتي، في معرض أمثاله، على ذكر الدرهم المفقود، فًلا شك أنه يتذكّر والدته، والسراج في يدها، تبحث في بيتها الفقير، عن قطعة النقود المفقودة، وتطفح بشراً إذا عثرت عليها. حياة فطرية رائعة يجب ألاّ تغيب عن الأذهان صورتها، عندما يتجلى لنا المسيح، في سناء مجده، والجماهير زاحفة في إثره..
فمن تلك البيئة الاجتماعية، بيئة الفقراء.والصيّادين، والكرّامين، والفلاحين، وذوي المهن اليدوية، استمدّ يسوع تلك الدربة التي يصادفها كلّ منا في مشاركاته مع الناس. وكان الجليليون من الأقوام الطيّبين، أقلّ تشبّثاً بالشكليّات من يهود اليهودية، قلوباً صافية، وإن على شيء من الخشونة. وسوف يستعين يسوع بلغتهم وعاداتهم وبكثير من تعابيرهم التصويرية. ولسوف تبقى، سحابة حياته كلها، واحداً من أبناء الشعب له من سجايا النبل الفطري، ما يجعله توّاً في مستوى جميع الناس
إن جميع بقعة الجليل تكسوها من الخصب والرُواء ما يتعارض ومشهد الجفاء في أرض اليهودية. فالآكام فيها لينة، والأرض مريعة، تحجب الجثاء الصخري. والمطر فيها (6 سنتمتراً) أغزر منه في أورشليم، وفي وادي الأردن خصوصاً. لقد كانت أرض الجليل، إذن، في حياة المسيح، مهبط البشرْ والفرح. فيها درجت طفولته، وانضوت حياته المتسترة الدائبة، واَنطلقت، فيما بعد، تباشير نجاحه الرسولي. وإنه لمن الأهمية بمكان أن يكون كتاب الطبيعة قد رافق أعوام نشأته بتلك الهمسات الودية التي سوف يبقى ذكرها عالقاً في كل صفحة من صفحات الإنجيل.
من تلك الأرض انطلق المسيح، ذات يوم من شتاء سنة 27م، وشخص إلى مخاضة " بيت عَبرا "، حيث كان ينتظره مع المعمدان، اعتلان مصيره.
مجدى عيد- مدير عام المنتدى
- عدد المساهمات : 3577
تاريخ التسجيل : 17/06/2011
مواضيع مماثلة
» يسوع فى عمر الثلاثين
» ..... يسوع
» هل ذقت يسوع ؟
» رسالة اليوم 14 مارس --- قوة دم يسوع
» حب يسوع.............
» ..... يسوع
» هل ذقت يسوع ؟
» رسالة اليوم 14 مارس --- قوة دم يسوع
» حب يسوع.............
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 2:24 pm من طرف ashref nour
» ايقونات متحركه للمنتديات المجموعة الثالثه
الخميس نوفمبر 07, 2024 4:30 pm من طرف مجدى عيد
» ايقونات متحركه للمنتديات المجموعة الثانية
الخميس نوفمبر 07, 2024 10:44 am من طرف مجدى عيد
» ايقونات متحركه للمنتديات المجموعة الاولى
الخميس نوفمبر 07, 2024 10:38 am من طرف مجدى عيد
» جوعنى ليك المرنم مجدى عيد
السبت نوفمبر 02, 2024 9:33 am من طرف مجدى عيد
» تطويبات المسيح للمعذبين في الأرض
الجمعة نوفمبر 01, 2024 10:16 pm من طرف ashref nour
» الطفل الشهيد فيلوثاؤس
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 10:16 pm من طرف ashref nour
» على ضرب الاوتار المرنم مجدى عيد
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 6:12 pm من طرف مجدى عيد
» فارد زى النسر جناحى المرنم مجدى عيد
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 6:11 pm من طرف مجدى عيد