منتديات القوه السمائيه
منتديات القوه السمائيه ترحب بك عزيزى الزائر

زهور من بستان الرهبان 8 M9t5r7

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات القوه السمائيه
منتديات القوه السمائيه ترحب بك عزيزى الزائر

زهور من بستان الرهبان 8 M9t5r7
منتديات القوه السمائيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مجدى عيد - 3551
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
بنت البابا كيرلس - 199
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
kamel - 36
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
بيتر مجدى - 36
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
اشرف - 34
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
القس عزيز - 22
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
عادل - 20
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
امال - 17
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
منير رشدى - 13
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 
ام بيتر - 12
زهور من بستان الرهبان 8 Vote_rcapزهور من بستان الرهبان 8 Voting_barزهور من بستان الرهبان 8 Vote_lcap 

المواضيع الأخيرة
» يقول البابا شنودة الثالث فى كتاب احد الشعانين
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310السبت أبريل 27, 2024 1:54 pm من طرف مجدى عيد

»  يسوع هو الطريق ماهر فايز
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الثلاثاء أبريل 23, 2024 1:27 pm من طرف مجدى عيد

» ترانيم الاستماع للترانيم اون لاين
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الثلاثاء أبريل 23, 2024 12:07 am من طرف مجدى عيد

»  لما هموم القلب مفدي موسى
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الإثنين أبريل 22, 2024 5:46 pm من طرف مجدى عيد

» أنا متأكــد عبد الله ابراهيم
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الإثنين أبريل 22, 2024 5:44 pm من طرف مجدى عيد

»  ماليش غيرك المرنم ياسين
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الإثنين أبريل 22, 2024 5:41 pm من طرف مجدى عيد

»  انت نصيبي المرنم ياسين
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الإثنين أبريل 22, 2024 5:39 pm من طرف مجدى عيد

» لاتخلو حياة إنسان أياً كان من التجارب والضيقات
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الإثنين أبريل 22, 2024 12:13 pm من طرف مجدى عيد

» أنت جوه القلب ماهر فايز
زهور من بستان الرهبان 8 1_1310الأحد أبريل 21, 2024 4:59 pm من طرف مجدى عيد

ترانيم مجدى عيد
ايات كتابيه
"اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي)
الكتاب المقدس - العهد القديم - التوراة + الأسفار التاريخية
الكتاب المقدس - العهد القديم - الأسفار الشعرية + الأنبياء
الكتاب المقدس - العهد الجديد
تأملات بالموسيقى

زهور من بستان الرهبان 8

اذهب الى الأسفل

زهور من بستان الرهبان 8 Empty زهور من بستان الرهبان 8

مُساهمة  مجدى عيد السبت سبتمبر 10, 2011 7:21 pm

قال أحدُ الإخوةِ لشيخٍ من الرهبان: «يا أبي، إني أطلبُ إلى الشيوخِ فيكلموني فيما هو لخلاصِ نفسي، ولكني لستُ عاملاً بشيءٍ مما يقولون لي، فما الذي أنتفعُ به من هذا الأمر، وأنا ممتلئٌ من الوسخِ». وكان عند الشيخِ كوزان فارغان، فقال له الشيخُ: «أحضر أحدَ هذين الكوزين وصبّ فيه ماءً وخضخضه». فجعله الشيخُ يغسل الكوزَ مراتٍ كثيرةً ثم قال له: «ضعه عند الكوز الآخر». ففعل، وبعد ساعةٍ قال له: «أحضر الكوزين معاً، وانظر أيَّ الكوزين أنقى». فقال له الأخُ: «الذي صببنا فيه الماءَ أنقى». قال له الشيخُ: «كذلك تكون نفسُ من يسأل الشيوخَ ولا يعمل بما يقولونه، أنقى من نفسِ من لا يسأل ولا يعمل معاً».

قال شيخٌ: «ينبغي للمتوحدِ في قلايتهِ أن يكون له إفرازٌ ومعرفةٌ وحرصٌ وتيقظٌ، كما يكون ضابطاً لحواسهِ حافظاً لعقلِه، لا يفكر في إنسانٍ، ولا يَفْتُر في الصلاةِ والقراءةِ».

قال أحدُ الشيوخِ: «إن الإفرازَ الحقيقي، لا يكون إلا من الاتضاع، والاتضاع هو أن نكشف لآبائِنا أفكارَنا وأعمالَنا، ولا نثق برأينا، بل نستشير الشيوخَ المجرَّبين الذين نالوا نعمةَ الإفرازِ، ونعمل بكلِّ ما يشيرون به علينا، فالذي يكشفُ أفكارَه الرديئة لآبائهِ فإنها تخف عنه، وكما أن الحيةَ إذا خرجت من موضعٍ مظلمٍ إلى ضوءٍ تهرب بسرعةٍ، كذلك الأفكارُ الرديئةُ إذا كُشفت تبطل من أجلِ فضيلةِ الاتضاع. وإذا كانت الصناعات التي نبصرها بعيوننا ونسمعها بآذاننا ونعملها بأيدينا، لا نقدر أن نمارسها بذواتنا إن لم نتعلمها أولاً من معلميها، أفليست إذن جهالةً وحماقةً ممن يريد أن يمارسَ الصناعةَ الروحانية غيرَ المرئية بغير معلمٍ؟، علماً بأنها أكثر خفاءً من جميعِ الصنائعِ، والغلط فيها أعظمُ خسارة من كلِّ ما عداها»؟

قال شيخٌ: «من اجتمع يإخوةٍ عمَّالين، فلو كان هو غيرَ عمَّالٍ فإن لم يتقدم إلى قدام، فلن يتأخر إلى وراء، كذلك من يجتمع بإخوةٍ متهاونين فلو كان عمَّالاً، فإن لم يخسر، فلن يربح. الساقطُ فلينهض لئلا يهلك، والقائمُ فليتحفظ لئلا يسقط».

وقال آخر: «إذا مشيْتَ مع رفيقٍ صالحٍ من قلايتك إلى الكنيسة، فإنه يقدِّمك ستة أشهر، وإذا مشيتَ مع رفيقٍ رديء من قلايتك إلى الكنيسة فهو يؤخرك سنةً».

سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «يا أبي، لماذا لا يثبت جيلُنا هذا في أتعابِ الآباء الأولين»؟ فأجابه الشيخُ قائلاً: «لأنه لا يحبُّ الله ولا يفرُّ من الناسِ ولا يبغض قشاش العالم، إن كلَّ شخصٍ يفرُّ من الناسِ ومن المقتنيات فإن تعبَ الرهبنةِ يأتيه قبلَ سِنهِ، فكمثل إنسانٍ يريدُ أن يطفئ ناراً قد اشتعلت في بقعةٍ، فما لم يسبق ويبعد القشَ من قدام النار، لا يمكنه إطفاءَها، كذلك الإنسان، إن لم يذهب إلى موضعٍ لا يجد فيه الخبزَ والماءَ إلا بشدةٍ، فلا يستطيع أن يقتني تعبَ الرهبنةِ، لأن النفسَ ما لم تبصر فلا تشتهي سريعاً».

قيل إن أحدَ الآباءِ كان يجلسُ في البراري البعيدة ويسكت، وفي يومٍ من الأيامِ سأله تلميذُه قائلاً: «لماذا يا أبي تفرُّ هارباً في البراري البعيدة، مع أني أسمعُ أن الناسَ تقولُ إن الذي يسكن بقربِ العالمِ ويقاتل أفكارَه من أجلِ اللهِ، يصير أكثرَ أجراً»؟ أجابه الشيخُ: «إن الذي ينتفع من قربهِ للعالمِ فهو ذاك الإنسان الذي يصل إلى أن ينظرَ مناظرَ موسى النبي ويصير ابناً لله، أما أنا فإني ابن آدم، وأنا مثل آدم أبي الذي بمجرد أن أبصرَ ثمرةَ الخطيةِ اشتهاها فأخذ وأكل منها ومات. من أجل ذلك كان آباؤنا يهربون إلى البراري، وهناك كانوا يقتلون شهوةَ البطنِ لعدم الأطعمة، إذ كانوا لا يجدون هناك الأشياءَ التي تلد الأوجاعَ كلَّها».

وقال أيضاً: «إن كلَّ إنسانٍ يُسلِّم نفسَه لشدةٍ بهواه من أجلِ الله فلي إيمانٌ أن الله يحسبه مع الشهداءِ، وذلك البكاء الذي يأتيه في تلك الشدةِ يحسبه الله عوضَ الدمِ».

قال شيخٌ: «من لا يقتني تعبَ الرهبنةِ فلن يقتني فضائلها، ومن لا يقتني فضائلها فلن يقتني مواهبها».

قال القديس أنطونيوس: «إن أفضلَ ما يقتنيه الإنسانُ هو أن يُقرَّ بخطاياه قدام الله ويلوم نفسَه، وأن يكون متأنياً لكلِّ بليةٍ تأتيه حتى آخر نسمةٍ من حياتِه».

قال شيخٌ: «يجبُ على الراهبِ في كلِّ بُكرةِ وعشية أن يحاسبَ نفسَه ويقول: ماذا عملنا مما يحبُّه الله؟ وماذا عملنا مما لا يحبُّه الله؟ لأنه يجب علينا أن نفتقدَ حياتَنا بالتوبةِ هكذا، وبهذه السيرةِ عاش أرسانيوس، لأن من عمل كثيراً ولم يحفظه، أتلفه، ومن يعمل قليلاً ويحفظه، يبقى معه.

وقال أيضاً: «من أجلِ هذا لسنا نفلحُ، لأننا لا نعرفُ أقدارنا، وليس لنا صبرٌ في عملٍ نبدأ به، ولكننا نريد أن نقتني الفضائلَ بلا تعبٍ».

وقال شيخٌ: «إذا حلَّت بليةٌ بإنسانٍ فإن الأحزانَ تحيطُ به من كلِّ ناحيةٍ لكي ما تُضجره وتزعجه، وبيان ذلك في أنه كان أخٌ في القلالي، هذا جاءت عليه بليةٌ لدرجةِ أنه إذا أبصرَه أحدٌ ما، فكان لا يسلِّم عليه ولا يُدخله قلايته، وإن احتاج إلى خبزٍ، ما كان أحدٌ يُقرضه، وإذا جاء من الحصادِ، ما كان أحدٌ يدعوه للكنيسةِ لأجل المحبةِ كالمعتاد. وحدث أن جاء مرةً من ذلك الحصاد فلم يجد في قلايته خبزاً، ومع ذلك كلِّه، كان يشكر الله على ما يأتي عليه من الأحزانِ. فلما أبصر الله صبرَه رفع عنه قتال البليةِ، وإذا إنسانٌ قد جاء فضرب بابَ قلايتهِ ومعه جملٌ موثقٌ خبزاً جاءه من مصرَ، فبدأ الأخ يبكي ويحزن ويقول: يا ربُّ، ما أنا بأهلٍ أن تتركني أحزنُ قليلاً، لكني يا ربُّ أنا مستوجبٌ لذلك، ولستُ أهلاً لشيءٍ من النياحِ، فلما جازت عنه تلك البليةِ، صار الإخوةُ يأخذونه وينيحونه في قلاليهم وفي الكنيسة».

قال شيخٌ: «إن الراهبَ يُدعى راهباً من جهتين: الأولى: أن يبتعدَ من مناظرِ النساءِ، ويرفض العالمَ وكلَّ ما فيه ولا يهتم بشيءٍ البتة. والثانية، أن ينقي عقلَه من الآلام ويتحد بالربِّ وحده، وحينئذ يثمر ثمرَ الروحِ الذي هو الحب والفرح والسلامة والخيرية، وطول الروح والإيمان والود والوداعة والإمساك، ومن كان هكذا فلن يوجد له ناموسٌ يقاومه. وبقدر ما تكون همةُ الإنسانِ ملازمةً لله بلا طياشةٍ، بقدر ما تكون نعمةُ اللهِ متضاعفةً عليه، وبقدر ما نتقرَّب إليه بقدر ما يهتم هو بنا، وبقدر ما نبتعد عنه بهمتنا بقدر ذلك يبتعد هو منا، لأنه جعل الاختيارَ لنا في ذلك، إذ خلق نفسَ الإنسانِ على صورتهِ، فهي بطبعها تحبُّه وتشتاقُ إليه، وهي روحانية، فهي تشتاقُ إلى الأمورِ الروحانية المناسبة لها، وأما الجسدُ فَخَلقَه من الأرض، فهو يحبُّ الأرضيات وإليها يميل بطبعِه، والشيطان بتحريك الشهوات الجَسَدَانية يجذبُ النفسَ إلى الأمورِ الأرضية. فينبغي للراهب أن يكون له إفراز، ويطلب من الله الهدايةَ والمعونةَ حتى لا ينخدع، ويعتمد عليه بإيمانٍ تام، لأنه بغير معونةٍ من الله لا يقدر أن يناصب الشيطانَ ولا يبعد منه الأفكارَ الرديئة. لكنه إذا سلَّم نفسَه لله ولازم الصلاةَ، فإن الله حينئذ يملك على نفسِه ويجعل فيه هواه، ويُكمِّل فيه وصاياه. فالذي يعلم أنه لا يقدر أن يعملَ شيئاً بغير الله، فلا يفتخر كأنه قد عمل شيئاً، لكنه يشكر الله الذي عمل فيه، والشيطان إذا رأى إنساناً مجاهداً، فإنه يُحرِّك عليه الأوجاع الخبيثة، وقد يُفسح الله له المجال في ذلك، حتى لا يتعظم بأنه جاهد، حتى يلتصق به بالصلاةِ الدائمة، فإذا هو عرف ضعفَه، فإن الله يُبطلها عنه، أعني الأوجاعَ الخبيثة، وتصير نفسُه في هدوءٍ وسلامٍ».

من أقوال سمعان العمودي: «كما أن الجسدَ إذا عَدِمَ أصغرَ أعضائه كان ذلك نُقصاناً له، هكذا النفسَ إذا عجزت عن ممارسةِ أصغرِ أجزاء الفضيلةِ، كان ذلك نقصاناً لها. وكما أن الإنسانَ إذا مشى كثيراً نحو المدينةِ ونقص سَيْرُهُ ميلاً واحداً، فقد أضاع كلَّ تعبهِ ولم يدخلها، كذلك الراهب إذا لم يجاهد إلى النفسِ الأخيرِ لا يدرك مدينةَ الأطهار. وكما أن الإنسانَ إذا عَدِمَ آلةً واحدةً لا يقدر أن يُكمِّل الصناعةَ اللازمة لها تلك الآلة، هكذا الراهب إذا عَدِمَ وصيةً واحدةً، لا يقدر أن يُكمِّل سيرته. فليس يكفيه أن يمنع جسدَه من الزنى فقط، بل وأن يضبطَ فكرَه ونظرَه وشهوةَ لسانهِ من الكذبِ والنميمة والشتم والتعيير والمداينة والمزاح والمماحكة، وبالإجمالِ من كلِّ كلامٍ بطَّال، كما ينبغي له أيضاً أن يُعلِّم أعضاءَه الخضوعَ لإرادةِ الله، وليست أعضاء بشريتهِ فقط، بل وأعضاء إنسانه الجواني كذلك. وكما أن الجسدَ يهلك بكلِّ واحدٍ من الوحوش النفاثة إذا ألقى فيه سمَّه، كذلك النفسَ تهلك بكلِّ واحدٍ من الأرواح الخبيثةِ إذا ألقى فيها فكرَه».

وقال أيضاً: «كما أن الخبزَ يُقيتُ الجسدَ ويحييه، كذلك الكلام الروحاني يُقيتُ النفسَ ويحييها، وهو نورٌ للعينين ومرآةٌ للقديسين، يشفي من أمراضِ الخطية، وكلُّ من لا يعمل بكلام الناموسِ فقد احتقر واضعَ الناموسِ. وليس يكفي استماع الناموس والتكلم به من دونِ العمل بما قيل فيه. فكما نؤمن أنّ الله رحيمٌ، كذلك نؤمن أنه صادقٌ وأنه عادلٌ، ويجازي كلَّ واحدٍ كنحو عملهِ، له المجد».

كما قال أيضاً: «لتكن أسماءُ الإخوةِ حُلوةً في فيك، ومناظرهم جميلةً محبوبةً في عينيك، وخدمتهم سهلةً ميسورةً في يديك، اعمل برغبةٍ واتضاع، وعلِّم بلا حسدٍ ولا بُخلٍ، ولا تنحلَّ في الشدائد لتكون مُرضياً لله، عالماً أنه لو أراد لرفع عنك الشدةَ، وإذا لم يرفعها عنك، فإنما يريد نفعَك، فاشكر في كلِّ حالٍ. كما أن الذهبَ لا يمكن أن يُعمل منه إناءٌ مختارٌ للملك بدون سبكٍ وصياغةٍ، وكذلك الشمع لا يقبل الانطباع بالصورةِ الملكية بدون تليين، هكذا النفس لا تصلح لأن تُنقش فيها صورةُ المسيح الملك بدونِ أدبٍ كثيرٍ ظاهر وباطن، ورياضةٍ وافرة، ومحنٍ شديدةٍ».

قال شيخٌ: «كما أن الإنسانَ الذي ترك المملكةَ وترهب يُمدح من كلِّ العقلاءِ والفضلاءِ، لأن الرهبنةَ أفضلُ من كلِّ ما تركه، إذ هي توصِّل إلى المملكةِ السمائية الدائمة، كذلك إذا ترك إنسانٌ الرهبنةَ وصار ملكاً، فإنه يُذمُّ من كلِّ الفضلاءِ».

وقال أيضاً: «لقد كان الإنسانُ في البدءِ شبهَ الملائكةِ، فلما سقطَ صار شبهَ البهائمِ، لكن إذا كانت الطبيعةُ الإنسانية تسوقُ إلى الشهواتِ البهيميةِ، فإن الشريعةَ المسيحية تؤدي إلى الغاية الملائكية، لأن المسيحَ وعد الذين يعملون إرادتَه أنهم سيكونون مثل ملائكةِ الله. فاعلم يا أخي أنه ليس شيءٌ يُقرِّب إلى الله مثلَ الطهارةِ والاتضاع، ويمكن اقتناؤهما بالصومِ والصلاةِ والسهرِ والتعب، وإتمام الخيرات بقطع رأسِ الشرِّ الذي هو حب المقتنيات».

وقال شيخٌ: «كلُّ راهبٍ يجلس في قلايته ويدرس في مزاميرِه، فهو يشبه مَن يجري في طلب الملكِ، والذي يداوم في الصلاةِ فهو يشبه إنساناً يكلِّم الملكَ، وأما الذي يسأل ببكاءٍ فهو يشبه من هو ممسكٌ برجليْ الملك يطلب منه المغفرةَ».
مجدى عيد
مجدى عيد
مدير عام المنتدى
مدير عام  المنتدى

عدد المساهمات : 3551
تاريخ التسجيل : 17/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى